المحتوى

28‏/12‏/2012

ويكند آب طرابلس

السلام عليكم ,,,

ويكند آب طرابلس ,,,,,, هذا هو الاسم الذي تلمحته في رسالة بعث لي بها صاحبي الصادق , وإذا به مسابقة ستستضيفها ليبيا قريبا ,,,,,


الأمر لم يهمني كثيرا حينها , فالفكرة لم تكن واضحة نوعا ما ,,,, فمشروع يطرح خلال 3 أيام تؤسس عليه شركة ويشكل فريق لتنفيذه خلال 54 ساعة في ظني يعد نوعا من المزاح.
فقد يلزمني ساعات طوال بل أيام لوضع التصميم الأولي لنظام ما , فما بالك بالبحث عن فريق عمل ,,,,,

فريق عمل , كلمة تطرق أسماعنا كثيرا لكن ياترى هل لها وجود في مجتمعنا الصغير.

فالمجتمع الليبي الصغير قرابة 6 مليون يعيشون وسط عالم يتعدى الـ7 مليار نسمة , يتميز بخصال قل نظيرها حسب اطلاعي , بعضها ايجابي وبعضها سلبي.

ومن وقف قليلا على سلوكيات المجتمع الليبي سيرى اختلافا ملحوظا خلال الـعقدين الأخيرين عنه في السنين الأخيرة على الأقل هذا ماتسنى لي متابعته بحكم عمري (26 سنة).

أعتقد من وجهة نظري أن صفات كثيرة خسرها المجتمع الصغير من خلال وسائل الاتصال ,,,
فقد كان الشعب الليبي معزولا عن العالم خاصة في السبعينات والثمانيات إلى بداية التسعينات , حيث أحكم القذفي عليه من الله مايستحق , قبضته على الليبيين.
فأصبحتت ليبيا جزيرة معزولة وسط العالم: لا بنية تحتية لا تعليم لا صحة وليس لك حق حتى في أن تعبد ربك.

فمثلا كانت البنية التحتية  في عهد المملكة تشهد تطور كبير مقارنة بما كانت عليه بقية دول العالم ومقارنة (ويا للأسف) حتى بما هلي عليه البنية التحتية المهترئة.
فأغلب مباني طرابلس من الفترة الملكية  بدء من شوارع بن عاشور وعمر المختار والظهرة إلخ , ومابني خلال 40 سنة يإما معوج يا إما لا يتوافق مع الطابع المعماري للمدينة.
حتى الغاز في الستينات (قبل المقبور) كان يصل إلى المنازل , سكة الحديد التي كانت تجول مدن ليبيا , فضلا عن الباصات.
نظافة طرابلس كان يشهد عليها العالم , ولكن ال40 سنة الماضية كانت كفيلة بأن تحولها إلى العصر الحجري , وكانت أيضا كفيلة بأن تنزع الابتسامة من على وجوه الليبيين , حتى أني أذكر في أحد القنوات العربية كان المذيع يتكلم عن ذيارته لليبيا فقال حتى الناس لا يبتسمون.

قبل انطلاق الثورة كان يراسلني دكتور من أحد الدول العربية وكان يريد أن يرسل لي طرد ,,,, وحين سألني عن رقم البريد الخاص بي ,,,, صمت قليلا وأنا أتحسر على الارقام البريدية الخاصة بكل منزل , فقد أزال القذافي كل سبل الحضارة.

نعم كان في ليبيا إلى نهاية الستينات صناديق بريد للمنازل وغاز منزلي وقطار وباصات وكانت الشوارع تغسل بالمياه , كانت المحال نظيفة , فلا يسمح لأحد أن ييخرج بضاعته أما المحل ,,,,, 

حتى متاجر الأقمشة كانت هناك جهات لمتابعة أطوال المسطرة التي يعاير بها الطول , كانت الأوزان تعاير دوريا , كانت وكانت ألخ.

يذكر الليبيين مستشفى نذير في طريق الشط الذي عالج فيه رئيس الإمارات وسجل التاريخ أنه يتمنى أن تكون الإمارات مثل ليبيا.

نعم تلك ليبيا , اسألوا عنها أجدادكم كيف كانت , وإذا بناء اليوم لم نتأخر 40 سنة لأننا قبل 40 سنة كنا نملك مالا نملكه اليوم .....
فاليوم سنبدأ من الصفر لبناء دولة من لاشيء.

تلك هي مقدمتي أيها القراء الكرام لمسابقة ويكند آب طرابلس , هذه هي المسابقة التي أقيمة يوم 20-12-2012 , وقدمت فيها 36 فكرة رشحت 12 فكرة لخوض غمار المسابقة , كانت النتيجة كالتالي:
 التريب الأول من نصيب مشروع: فتش 
الترتيب الثاني: نظملي
الترتيب الثالث: سوق واحد

كنت أحد أعضاء فريق سوق واحد الذي فاز بالترتيب الثالث وهو يتكون من 7 أفراد , رغم كل الصعوبات التي كانت ولازالت , فقد اجتزنا المرحلة الصعبة بنجاح.

ولكن المكسب الأكبر كان التعرف على أصدقاء جدد وبناء شبكة معارف جديدة من أناس تملئهم الحماس والمبادرة.

لخص الحدث صديقنا منير شميلة في مدونته بشكل رائع: ملخص اليوم الأول ومن ثم ملخص اليومين الثاني والثالث
كانت تجربة ممتعة بمعنى الكلمة ,,,, لايسعفني الوقت على الاسترسال في ذكرها , فيوشك أن يؤذن لصلاة المغرب ,,,

لعل الله أن يعين على اكمالها في وقت لاحق ,,,,